أوجين ديلاكروا.. معالم من تاريخ فن الرسم بالمغرب

زار أوجين ديلاکروا Eugene Delacroix المغرب بمَحْضِ تلك الصدف العجيبة التي تغيِّر قدر بعض الأراضي. أرسلت فرنسا سنة 1832 بعثة دبلوماسية إلى المغرب، يرأسها الكونت شارل دو مورناي le comte de Mornay، وذلك لتهدئة قلق السلطان المولى عبد الرحمان بعد غزو فرنسا للجزائر سنة 1830.
كانت فرنسا تودّ حينها إبرام معاهدة حسن الجوار مع السلطان. وقد تم اختيار دولاكروا لمصاحبة الكُونت دو مورناي في البعثة المتوجهة إلى المغرب.
لم تدم مدة إقامة أوجين ديلاکروا بالمغرب أكثر من ستة أشهر، لكن تأثيرها على الرسّام كان كبيرا، كما أكد ذلك أندري جوبان André joubin ناشر مذكرات الرسام الفرنسي(بدار الطبع بلون Plon) الذي يضيف قائلا :
“كان ديلاکروا يستحضر ذكرى هذه الرؤية، حتي وهو على فراش الموت”
لقد انبهر حقا هذا الرسام الفرنسي بتتنوع المشاهد الطبيعية للمغرب، وبالطابع الوَعْرِ للطبيعة، وبهيبة الملابس ونخوة الوجوه. بل وسيسير إيقاع مذكراته وفق إعجابه بما شاهد هناك. وخير دليل على ذلك، هذه الفقرة التي يعبر فيها الرسام دولاکروا عن اندهاشه المبهر أمام ما اكتشفه في المغرب، حينما يقول :
“إن للمغاربة أساليب متعددة للإقتراب أكثر من الطبيعة، بحيث يظهر ذلك من خلال ملابسهم، وأشكال أحذيتهم، بل ويتّحدُ الجمال أيضا عندهم مع كل ما يُنْجِزُونَهُ”.
لقد حمل أوجين ديلاکروا من المغرب لوحات مائية وخطاطات سَتَصْلُحُ فيما بعد في فرنسا لإنجاز بعض من أعماله الفنية الكبيرة مثل عرس يهودي..

ولقاء فرسان مغاربة، أو تلك اللوحة التي يستقبل فيها المولى عبد الرحمان البعثة الفرنسية.



والملاحظ أننا لا نجد في رسومات دولاکروا أي شخصية أوربية، وكأنّه بذلك لم يكن يؤمن بأي شكل من أشكال اللقاء بين الشرق والغرب.
2 تعليقات